17 - { إنما تعبدون من دون الله أوثانا } بين لهم إبراهيم أنهم يعبدون ما لا ينفع ولا يضر ولا يسمع ولا يبصر والأوثان هي الأصنام وقال أبو عبيد : الصنم ما يتخذ من ذهب أو فضة أو نحاس والوثن ما يتخذ من جص أو حجارة وقال الجوهري : الوثن الصنم والجمع أوثان { وتخلقون إفكا } أي وتكذبون كذبا على أن معنى تخلقون تكذبون ويجوز أن يكون معناه : تعملون وتنحتون : أي تعلمونها وتنحتونها للإفك قال الحسن : معنى تخلقون تنحتون : أي إنما تعبدون أوثانا وأنتم تصنعونها قرأ الجمهور { تخلقون } بفتح الفوقية وسكون الخاء وضم اللام مضارع خلق و { إفكا } بكسر الهمزة وسكون الفاء وقرأ علي بن أبي طالب وزيد بن علي والسلمي وقتادة بفتح الخاء واللام مشددة والأصل تتخلقون وروي عن زيد بن عليأنه قرأ بضم التاء وتشديد اللام مكسورة وقرأ ابن الزبير وفضيل بن ورقان أفكا بفتح الهمزة وكسر الفاء وهو مصدر كالكذب أو صفة لمصدر محذوف : أي خلقا أفكا { إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا } أي لا يقدرون على أن يرزقوكم شيئا من الرزق { فابتغوا عند الله الرزق } أي اصرفوا رغبتكم في أرزاقكم إلى الله فهو الذي عنده الرزق كله فاسألوه من فضله ووحدوه دون غيره { واشكروا له } أي على نعمائه فإن الشكر موجب لبقائها وسبب للمزيد عليها يقال شكرته وشكرت له { إليه ترجعون } بالموت ثم بالبعث لا إلى غيره