8 - { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا } انتصاب حسنا على أنه نعت مصدر محذوف : أي إيصاء حسنا على المبالغة أو على حذف المضاف : أي ذا حسن هذا مذهب البصريين وقال الكوفيون : تقديره ووصينا الإنسان أن يفعل حسنا فهو مفعول لفعل مقدر ومنه قول الشاعر : .
( عجبت من دهماء إذ تشكونا ... ومن أبي دهماء إذ يوصينا ) .
( خيرا بها كأنما خافونا ) .
أي يوصينا أن نفعل بها خيرا ومثله قول الحطيئة : .
( وصيت من برة قلبا حرا ... بالكلب خيرا والحمأة شرا ) .
قال الزجاج : معناه ووصينا الإنسان : أن يفعل بوالديه ما يحسن وقيل هو صفة لموصوف محذوف : أي ووصيناه أمرا ذا حسن وقيل هو منتصب على أنه مفعول به على التضمين أي ألزمناه حسنا وقيل منصوب بنزع الخافض : أي ووصيناه بحسن وقيل هو مصدر لفعل محذوف : أي يحسن حسنا ومعنى الآية : التوصية للإنسان بوالديه بالبر بهما والعطف عليهما قرأ الجمهور { حسنا } بضم الحاء وإسكان الميم وقرأ أبو الرجاء وأبو العالية والضحاك بفتحهما وقرأ الجحدري إحسانا وكذا في مصحف أبي { وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما } أي طلبا منك وألزماك أن تشرك بي إلها ليس لك به علم بكونه إلها فلا تطعهما فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وعبر بنفي العلم عن نفي الإله لأن ما لا يعلم صحته لا يجوز اتباعه فكيف بما علم بطلانه ؟ وإذا لم تجز طاعة الأبوين في هذا المطلب مع المجاهدة منهما له فعدم جوازها مع مجرد الطلب بدون مجاهدة منهما أولى ويلحق بطلب الشرك منهما سائر معاصي الله سبحانه فلا طاعة لهما فيما هو معصية لله كما صح ذلك عن رسول الله A { إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون } أي أخبركم بصالح أعمالكم وطالحها فأجازي كلا منكم بما يستحقه