46 - { وما كنت بجانب الطور إذ نادينا } أي وما كنت يا محمد بجانب الجبل المسمى الطور إذ نادينا موسى لما أتى إلى الميقات مع السبعين وقيل المنادي هي أمة محمد A قال وهب : وذلك أن موسى لما ذكر الله له فضل محمد وأمته قال : يا رب أرنيهم فقال الله : إنك لن تدركهم وإن شئت ناديتهم فأسمعتك صوتهم قال : بلى يا رب فقال الله : يا أمة محمد فأجابوا من أصلاب آبائهم فيكون معنى الآية على هذا : ما كنت يا محمد بجانب الطور إذ كلمنا موسى فنادينا أمتك وسيأتي ما يدل على هذا ويقويه ويرجحه في آخر البحث إن شاء الله { ولكن رحمة من ربك } أي ولكن فعلنا ذلك رحمة منا بكم وقيل أرسلنا بالقرآن رحمة لكم وقيل علمناك وقيل عرفناك قال الأخفش : هو منصوب : يعني رحمة على المصدر : أي ولكن رحمناك رحمة وقال الزجاج : هو مفعول من أجله : أي فعلنا ذلك بك لأجل الرحمة قال النحاس : أي لم تشهد قصص الأنبياء ولا تليت عليك ولكن بعثناك وأوحيناها إليك للرحمة وقال الكسائي : هو خبر لكان مقدرة : أي ولكن كان ذلك رحمة وقرأ عيسى بن عمر وأبو حيوة رحمة بالرفع على التقدير : ولكن أنت رحمة وقال الكسائي : الرفع على أنها اسم كان المقدرة وهو بعيد إلا على تقدير أنها تامة واللام في { لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك } متعلق بالفعل المقدر على الاختلاف في تقديره والقوم هم أهل مكة فإنه لم يأتهم نذير ينذرهم قبله A وجملة ما أتاهم إلخ صفة لقوما { لعلهم يتذكرون } أي يتعظون بإنذارك