50 - { قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون } أي لا ضرر علينا فيما يلحقنا من عقاب الدنيا فإن ذلك يزول وننقلب بعده إلى ربنا فيعطينا من النعيم الدائم ما لا يحد ولا يوصف قال الهروي : لا ضير ولا ضرر ولا ضر بمعنى واحد وأنشد أبو عبيدة : .
( فإنك لا يضرك بعد حول ... أظبي كان أمك أم حمار ) .
قال الجوهري : ضاره يضوره ويضيره ضيرا وضورا : أي ضره قال الكسائي : سمعت بعضهم يقول : لا ينفعني ذلك ولا يضورني { إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا } ثم عللوا هذا بقولهم : { أن كنا أول المؤمنين } بنصب أن : أي لأن كنا أول المؤمنين وأجاز الفراء والكسائي كسرها على أن يكون مجازاة ومعنى أول المؤمنين : أنهم أول من آمن من قوم فرعون بعد ظهور الآية وقال الفراء : أول مؤمني زمانهم وأنكره الزجاج وقال قد روي أنه آمن معهم ستمائة ألف وسبعون ألفا وهم الشرذمة القليلون الذين عناهم فرعون بقوله : { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } .
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } يقول : مبين له خلق حية { ونزع يده } يقول : وأخرج موسى يده من جيبه { فإذا هي بيضاء } تلمع { للناظرين } لمن ينظر إليها ويراها وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : { وقيل للناس هل أنتم مجتمعون } قال : كانوا بالإسكندرية قال : ويقال بلغ ذئب الحية من وراء البحيرة يومئذ قال : وهربوا وأسلموا فرعون وهمت به فقال خذها يا موسى وكان مما بلى الناس به منه أنه كان لا يضع على الأرض شيئا : أي يوهمهم أنه لا يحدث فأحدث يومئذ تحته وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { لا ضير } قال : يقولون لا يضيرنا الذي تقول وأن صنعت بنا وصلبتنا { إنا إلى ربنا منقلبون } يقولون : إنا إلى ربنا راجعون وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك إيانا وثباتنا على توحيده والبراءة من الكفر