ثم ذكر سبحانه ما وقع من الأمم من مخالفتهم لما أمرهم به الرسل فقال : 53 - { فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا } والفاء لترتيب عصيانهم على ما سبق من الأمر بالتقوى والضمير راجع إلى ما يدل عليه لفظ الأمة والمعنى : أنهم جعلوا دينهم مع اتحاده قطعا متفرقة مختلفة قال المبرد : زبرا فرقا وقطعا مختلفة واحدها زبور وهي الفرقة والطائفة ومثله الزبرة وجمعها زبر فوصف سبحانه الأمم بأنهم اختلفوا فاتبعت فرقة التوراة وفرقة الزبور وفرقة الإنجيل ثم حرفوا وبدلوا وفرقة مشركة تبعوا ما رسمه لهم آباؤهم من الضلال : قرئ زبرا بضم الباء جمع زبور وقرئ بفتحها : أي قطعا كقطع الحديد { كل حزب بما لديهم فرحون } أي كل فريق من هؤلاء المختلفين بما لديهم : أي بما عندهم من الدين فرحون : أي معجبون به