ثم حكى سبحانه ما جرى على قوم موسى بعد إهلاك عدوهم فقال : 49 - { ولقد آتينا موسى الكتاب } يعني التوراة وخص موسى بالذكر لأن التوراة أنزلت عليه في الطور وكان هارون خليفته في قومه { لعلهم يهتدون } أي لعل قوم موسى يهتدون بها إلى الحق ويعملون بما فيها من الشرائع فجعل سبحانه إيتاء موسى إياها إيتاء لقومه لأنها وإن كانت منزلة على موسى فهي لإرشاد قومه وقيل إن ثم مضافا محذوفا أقيم المضاف إليه مقامه : أي آتينا قوم موسى الكتاب وقيل إن الضمير في لعلهم يرجع إلى فرعون وملائه وهو وهم لأن موسى لم يؤت التوراة إلا بعد إهلاك فرعون وقومه كما قال سبحانه : { ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى }