والإشارة بقوله : 60 - { ذلك } إلى ما تقدم قال الزجاج : أي الأمر ما قصصنا عليكم من إنجاز الوعد للمهاجرين خاصة إذا قتلوا أو ماتوا فهو على هذا خبر مبتدأ محذوف ومعنى { ومن عاقب بمثل ما عوقب به } من جازى الظالم بمثل ما ظلمه وسمي الابتداء باسم الجزاء مشاكلة كقوله تعالى : { وجزاء سيئة سيئة مثلها } وقوله تعالى : { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } والعقوبة في الأصل إنما تكون بعد فعل تكون جزاء عنه والمراد بالمثلية أنه اقتصر على المقدار الذي ظلم به ولم يزد عليه ومعنى { ثم بغي عليه } أن الظالم له في الابتداء عاوده بالمظلمة بعد تلك المظلمة الأولى قيل المراد بهذا البغي : هو ما وقع من المشركين من أزعاج المسلمين من أوطانهم بعد أن كذبوا نبيهم وآذوا من آمن به واللام في { لينصرنه الله } جواب قسم محذوف : أي لينصرن الله المبغي عليه على الباغي { إن الله لعفو غفور } أي كثير العفو والغفران للمؤمنين فيما وقع منهم من الذنوب وقيل العفو والغفران لما وقع من المؤمنين من ترجيح الانتقام على العفو وقيل إن معنى { ثم بغي عليه } أي ثم كان المجازي مبغيا عليه : أي مظلوما ومعنى ثم تفاوت الرتبة لأن الابتداء بالقتال معه نوع ظلم كما قيل في أمثال العرب : البادي أظلم .
وقيل إن هذه الآية مدنية وهي في القصاص والجراحات