فأجابه موسى فـ 52 - { قال علمها عند ربي } أن إن هذا الذي سألت عنه ليس مما نحن بصدده بل هو من علم الغيب الذي استأثر الله به لا تعلمه أنت ولا أنا وعلى التفسير الأول يكون معنى { علمها عند ربي } أن علم هؤلاء الذين عبدوا الأوثان ونحوها محفوظ عند الله في كتابه سيجازيهم عليها ومعنى كونها في كتاب أنها مثبته في اللوح المحفوظ قال الزجاج : المعنى أن أعمالهم محفوطة عند الله يجازي بها والتقدير : علم أعمالها عند ربي في كتاب .
وقد اختلف في معنى { لا يضل ربي ولا ينسى } على أقوال : الأول أنه ابتداء كلام تنزيه لله تعالى عن هاتين الصفتين وقد تم الكلام عند قوله { في كتاب } كذا قال الزجاج قال ومعنى { لا يضل } لا يهلك من قوله { أإذا ضللنا في الأرض } { ولا ينسى } شيئا من الأشياء فقد نزهه عن الهلاك والنسيان القول الثاني أن معنى لا يضل لا يخطئ القول الثالث أن معناه لا يغيب قال ابن الأعرابي : أصل الضلال الغيبوبة القول الرابع أن المعنى لا يحتاج إلى كتاب ولا يضل عنه علم شيء من الأشياء ولا ينسى ما علمه منها حكي هذا عن الزجاج أيضا قال النحاس : وهو أشبهها بالمعنى ولا يخفى أنه كقول ابن الأعرابي القول الخامس أن هاتين الجملتين صفة لكتاب والمعنى : أن الكاتب غير ذاهب عن الله ولا ناس له