35 - { إنك كنت بنا بصيرا } البصير المبصر والبصير العالم بخفيات الأمور وهو المراد هنا : أي إنك كنت بنا عالما في صغرنا فأحسنت إلينا فأحسن إلينا أيضا كذلك الآن .
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في عصا موسى قال : أعطاه إياها ملك من الملائكة إذ توجه إلى مدين فكانت تضيء له بالليل ويضرب بها الأرض فتخرج له النبات ويهش بها على غنمه ورق الشجر وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : { وأهش بها على غنمي } قال : أضرب بها الشجر فيتساقط منه الورق على غنمي وقد روي نحو هذا عن جماعة من السلف وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله : { ولي فيها مآرب } قال : حوائج وأخرج ابن أبي شيبه و عبد بن حميد وابن المنذر و ابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي نحوه وأخرج أيضا عن قتادة قال : كانت تضيء له بالليل وكانت عصا آدم عليه السلام وأخرج أيضا عن ابن عباس في قوله : { فألقاها فإذا هي حية تسعى } قال : ولم تكن قبل ذلك حية فمرت بشجرة فأكلتها ومرت بصخرة فابتلعتها فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها فولى مدبرا فنودي أن يا موسى خذها فلم يأخذها ثم نودي الثانية أن خذها ولا تخف فقيل له في الثالثة : إنك من الآمنين فأخذها وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه { سنعيدها سيرتها الأولى } قال : حالتها الأولى وأخرجا عنه أيضا .
{ من غير سوء } قال من غير برص وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي } قال : كان أكبر من موسى وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله : { وأشركه في أمري } قال نبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى