وجملة 2 - { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله A عما كان يعتريه من جهة المشركين من التعب والشقاء يجيء في معنى التعب قال ابن كيسان : وأصل الشقاء في اللغة العناء والتعب ومنه قول الشاعر : .
( ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ) .
والمعنى : ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم وتحسرك على أن يؤمنوا فهو كقوله سبحانه : { فلعلك باخع نفسك } قال النحاس : بعض النحويين يقول : هذه اللام في { لتشقى } لام النفي وبعضهم يقول لام الجحود وقال ابن كيسان : هي لام الخفض وهذا التفسير للآية هو على قول من قال إن طه كسائر فواتح السور التي ذكرت تعديدا لأسماء الحروف وإن جعلت إسما للسورة كان قوله : { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } خبرا عنها وهي في موضع المبتدإ وأما على قول من قال : إن معناها يا رجل أو بمعنى الأمر بوطء الأرض فتكون الجملة مستأنفة لصرفه A عما كان عليه من المبالغة في العبادة