وجملة 87 - { لا يملكون الشفاعة } مستأنفة لبيان بعض ما يكون في ذلك اليوم من الأمور والضمير في يملكون راجع إلى الفريقين وقيل للمتقين خاصة وقيل للمجرمين خاصة والأول أولى ومعنى لا يملكون الشفاعة : أنهم لا يملكون أن يشفعوا لغيرهم وقيل لا يملك غيرهم أن يشفع لهم والأول أولى { إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا } هذا الاستثناء متصل على الوجه الأول : أي لا يملك الفريقان المذكوران الشفاعة إلا من استعد لذلك بما يصير به من جملة الشافعين لغيرهم بأن يكون مؤمنا متقيا فهذا معنى اتخاذ العهد عند الله وقيل معنى اتخاذ العهد أن الله أمره بذلك كقولهم : عهد الأمير إلى فلان إذا أمره به وقيل معنى اتخاذ العهد شهادة أن لا إله إلا الله وقيل غير ذلك وعلى الاتصال في هذا الاستثناء يكون محل من في من اتخذ الرفع على البدل أو النصب على أصل الاستثناء وأما على الوجه الثاني فالاستثناء منقطع لأن التقدير : لا يملك المجرمون الشفاعة { إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا } وهم المسلمون وقيل هو متصل على هذا الوجه أيضا والتقدير : لا يملك المجرمون الشفاعة إلا من كان منهم مسلما