47 - { قال سلام عليك } أي تحية توديع ومتاركة كقوله : { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } وقيل معناه : أمنة مني لك قاله ابن جرير وإنما أمنه مع كفره لأنه لم يؤمر بقتاله والأول أولى وبه قال الجمهور وقيل معناه : الدعاء له بالسلامة استمالة له ورفقا به ثم وعده بأن يطلب له المغفرة من الله سبحانه تألفا له وطمعا في لينه وذهاب قسوته : .
( والشيخ لا يترك أخلاقه ... حتى يوارى في ثرى رمسه ) .
وكان منه هذا الوعد قبل أن يعلم أنه يموت على الكفر وتحق عليه الكلمة ولهذا قال الله سبحانه في موضع آخر { فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } بعد قوله : { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه } وجملة { إنه كان بي حفيا } تعليل لما قبلها والمعنى سأطلب لك المغفرة من الله فإنه كان بي كثير البر واللطف يقال حفي به وتحفى إذا بره قال الكسائي : يقال حفي بي حفاوة وحفوة وقال الفراء : إنه كان بي حفيا : أي عالما لطيفا يجيبني إذا دعوته