40 - { إنا نحن نرث الأرض ومن عليها } أي نميت سكانها فلا يبقى بها أحد يرث الأموات فكأنه سبحانه ورث الأرض ومن عليها حيث أماتهم جميعا { وإلينا يرجعون } أي يردون إلينا يوم القيامة فنجازي كلا بعمله وقد تقدم مثل هذا في سورة الحجر .
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { قول الحق } قال : الله الحق D وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عنه في قوله : { الذي فيه يمترون } قال : اجتمع بنو إسرائيل وأخرجوا منهم أربعة نفر من كل قوم عالمهم فامتروا في عيسى حين رفع فقال أحدهم : هو الله هبط إلى الأرض وأحيا من أحيا وأمات من أمات ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية فقالت الثلاثة : كذبت ثم قال إثنان منهم للثالث : قل فيه فقال : هو ابن الله وهم النسطورية فقال إثنان كذبت ثم قال أحد الاثنين للآخر : قل فيه فقال : هو ثالث ثلاثة الله إله وعيسى إله وأمه إله وهم الاسرائيلية وهم ملوك النصارى فقال الرابع : كذبت هو عبد الله ورسوله وروحه من كلمته وهم المسلمون فكان لكل رجل منهم أتباع على ما قال فاقتتلوا فظهروا على المسلمين فذلك قول الله سبحانه : { ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس } قال قتادة : وهم الذين قال الله { فاختلف الأحزاب من بينهم } قال : اختلفوا فيه فصاروا أحزابا فاختصم القوم فقال المرء المسلم : أنشدكم بالله هل تعلمون أن عيسى كان يطعم الطعام وأن اللاه لا يطعم ؟ قالوا : اللهم نعم قال : فهل تعلمون أن عيسى كان ينام وأن الله لا ينام ؟ قالوا : اللهم نعم فخصمهم المسلمون فاقتتل القوم فذكر لنا أن اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلمون فأنزل الله { فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم } وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { أسمع بهم وأبصر } يقول الكفار يومئذ : أسمع شيء وأبصره وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { يوم يأتوننا } قال : ذلك يوم القيامة وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله A : [ إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يجاء بالموت كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال : يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون إليه فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم ينادي أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيؤمر به فيذبح ويقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ رسول الله A { وأنذرهم يوم الحسرة } الآية وأشار بيده قال : أهل الدنيا في غفلة ] وأخرج النسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة مرفوعا نحوه وأخرج ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : يوم الحسرة : هو من أسماء يوم القيامة وقرأ { أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } وعلي هذا ضعيف والآية التي استدل بها ابن عباس لا تدل على المطلوب لا بمطابقة ولا تضمن ولا التزام