33 - { والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا } قال المفسرون : السلام هنا بمعنى السلامة : أي السلامة علي يوم ولدت فلم يضرني الشيطان في ذلك الوقت لا أغواني عند الموت ولا عند البعث وقيل المراد به التحية قيل واللام للجنس وقيل للعهد : أي وذلك السلام الموجه إلى يحيى في هذه المواطن الثلاثة موجه إلي قيل إنه لم يتكلم المسيح بعد هذا الكلام حتى بلغ المدة التي تتكلم فيها الصبيان في العادة .
وقد أخرج سعيد بن منصور وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : { فأتت به قومها تحمله } قال : بعد أربعين يوما بعد ما تعالت من نفاسها وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن المغيرة بن شعبة قال : [ بعثني رسول الله A إلى أهل نجران فقالوا : أرأيت ما تقرأون : { يا أخت هارون } وموسى قبل عيسى بكذا وكذا قال : فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله A فقال : ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم ] ؟ وهذا التفسير النبوي يغني عن سائر ما روي عن السلف في ذلك وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال : كان عيسى قد درس الإنجيل وأحكامها في بطن أمه فذلك قوله : { إني عبد الله آتاني الكتاب } وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : { آتاني الكتاب } الآية قال : قضي أن أكون كذلك وأخرج الإسماعيلي في معجمه وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه وابن النجار عن أبي هريرة قال [ قال النبي A في قول عيسى { وجعلني مباركا أين ما كنت } قال : جعلني نفاعا للناس أينما اتجهت ] وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن ابن مسعود عن النبي A في قوله : { وجعلني مباركا } قال : معلما ومؤدبا وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { ولم يجعلني جبارا شقيا } يقول : عصيا