14 - { وربطنا على قلوبهم } أي قويناها بالصبر على هجر الأهل والأوطان وفراق الخلان والأخدان { إذ قاموا } الظرف منصوب بربطنا واختلف أهل التفسير في هذا القيام على أقوال : فقيل إنهم اجتمعوا وراء المدينة من غير ميعاد فقال رجل منهم هو أكبر القوم : إني لأجد في نفسي شيئا إن ربي رب السموات والأرض فقالوا : ونحن أيضا كذلك نجد في أنفسنا فقاموا جميعا { فقالوا ربنا رب السموات والأرض } قاله مجاهد وقال أكثر المفسرين : إنه كان لهم ملك جبار يقال له دقيانوس وكان يدعو الناس إلى عبادة الطواغيت فثبت الله هؤلاء الفتية وعصمهم حتى قاموا بين يديه { فقالوا ربنا رب السموات والأرض } وقال عطاء ومقاتل إنهم قالوا ذلك عند قيامهم من النوم { لن ندعوا من دونه إلها } أي لن نعبد معبودا آخر غير الله لا اشتراكا ولا استقلالا { لقد قلنا إذا شططا } أي قولا ذا شطط أو قولا هو نفس الشطط لقصد المبالغة بالوصف بالمصدر واللام هي الموطئة للقسم والشطط الغلو ومجاوزة الحد قال أعشى بن قيس : .
( أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط ... كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل )