ثم ذكر أنهم خروا لأذقانهم باكين فقال : 109 - { ويخرون للأذقان يبكون } وكرر ذكر الخرور للأذقان لاختلاف السبب فإن الأول لتعظيم الله سبحانه وتنزيهه والثاني للبكاء بتأثير مواعظ القرآن في قلوبهم ومزيد خشوعهم ولهذا قال : { ويزيدهم } أي سماع القرآن أو القرآن بسماعهم له { خشوعا } أي لين قلب ورطوبة عين .
وقد أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { تسع آيات } فذكر ما ذكرناه عن أكثر المفسرين وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه قال : يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن قانع والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي وابن مردويه عن صفوان بن عسال [ أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه : انطلق بنا إلى هذا النبي نسأله فأتياه فسألاه عن قول الله : { ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } فقال : لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرفوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسرقوا ولا تسحروا ولا تمشوا ببريء إلى سلطان فيقتله ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة أو قال : لا تفروا من الزحف شك شعبة وعليكم يا يهود خاصة أن لا تعتدوا في السبت فقبلا يديه ورجليه وقالا : نشهد أنك نبي الله قال : فما يمنعكما أن تسلما ؟ قالا : إن داود دعا الله أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن أسلمنا أن يقتلنا اليهود ] وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن أنس بن مالك أنه سئل عن قوله : { وإني لأظنك يا فرعون مثبورا } قال : مخالفا وقال : الأنبياء أكرم من أن تلعن أو تسب وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس مثبورا قال : ملعونا وأخرج الشيرازي في الألقاب وابن مردويه عنه قال : قليل العقل وأخرج ابن جرير عنه أيضا لفيفا قال : جميعا وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس أنه قرأ { وقرآنا فرقناه } مثقلا قال : نزل القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر من رمضان جملة واحدة فكان المشركون إذا أحدثوا شيئا أحدث الله لهم جوابا ففرقه الله في عشرين سنة وقد روي نحو هذا عنه من طرق وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضا { فرقناه } قال : فصلناه على مكث بأمد { يخرون للأذقان } يقول للوجوه وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد { إذا يتلى عليهم } قال : كتابهم