76 - { وإن كادوا ليستفزونك } الكلام في هذا كالكلام في { وإن كادوا ليفتنونك } : أي وإن الشأن أنهم قاربوا أن يزعجوك من أرض مكة لتخرج عنها ولكنه لم يقع ذلك منهم بل منعهم الله منه حتى هاجر بأمر ربه وبعد أن هموا به وقيل إنه أطلق الإخراج على إرادة الإخراج تجويزا { وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا } معطوف على { ليستفزونك } : أي لا يبقون بعد إخراجك إلا زمنا قليلا ثم عوقبوا عقوبة تستأصلهم جميعا وقرأ عطاء بن أبي رباح لا يلبثوا بتشديد الباء الموحدة وقرئ لا يلبثوا بالنصب على إعمال إذن على أن الجملة معطوف على جملة { وإن كادوا } لا على الخبر فقط وقرأ نافع وابن كثير وأبو بكر وأبو عمرو { خلفك } ومعناه بعدك وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي خلافك ومعناه أيضا بعدك وقال ابن الأنباري : خلافك بمعنى مخالفتك واختار أبو حاتم القراءة الثانية لقوله : { فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله } ومما يدل على أن خلاف بمعنى بعد قول الشاعر : .
( عفت الديار خلافها فكأنما ... بسط الشواطب بينهن حصيرا ) .
يقال شطبت المرأة الجريد إذا شققته لتعمل منه الحصير قال أبو عبيدة : ثم تلقيه الشاطبة إلى المثقبة