51 - { أو خلقا مما يكبر في صدوركم } أي يعظم عندكم مما هو أكبر من الحجارة والحديد مباينة للحياة فإنكم مبعوثون لا محالة وقيل المراد به السموات والأرض والجبال لعظمها في النفوس وقال جماعة من العلماء والتابعين : المراد به الموت لأنه ليس شيء أكبر في نفس ابن آدم منه والمعنى : لو كنتم الموت لأماتكم الله ثم بعثكم ولا يخفى ما في هذا من البعد فإن معنى الآية الترقي من الحجارة إلى الحديد ثم من الحديد إلى ما هو أكبر في صدور القوم منه والموت نفسه ليس بشيء يعقلويحس حتى يقع الترقي من الحديد إليه { فسيقولون من يعيدنا } إذا كنا عظاما ورفاتا أو حجارة أو حديدا مع ما بين الحالتين من التفاوت { قل الذي فطركم أول مرة } أي يعيدكم الذي خلقكم واخترعكم عند ابتداء خلقكم من غير مثال سابق ولا صورة متقدمة { فسينغضون إليك رؤوسهم } أي يحركونها استهزاء يقال نغض رأسه ينغض وينغض وينغض نغضا ونغوضا : أي تحرك وأنغض رأسه حركه كالمتعجب ومنه قول الراجز : .
( أنغض نحوي رأسه وأقنعا ) .
وقول الراجز الآخر : .
( ونغضت من هرم أسنانها ) .
وقال آخر : .
( لما رأتني أنغضت لي رأسها ) .
{ ويقولون متى هو } أي البعث والإعادة استهزاء منهم وسخرية { قل عسى أن يكون قريبا } أي هو قريب لأن عسى في كلام الله واجب الوقوع ومثله { وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا } وكل ما هو آت قريب