ولما نهى سبحانه عن قتل الأولاد المستدعي لإفناء النسل ذكر النهي عن الزنا المفضي إلى ذلك لما فيه من اختلاط الأنساب فقال : 32 - { ولا تقربوا الزنى } وفي النهي عن قربانه بمباشرة مقدماته نهي عنه بالأولى فإن الوسيلة إلى الشيء إذا كانت حراما كان المتوسل إليه حراما بفحوى الخطاب والزنا فيه لغتان : المد والقصر قال الشاعر : .
( كانت فريضة ما تقول كما ... كان الزناء فريضة الرجم ) .
ثم علل النهي عن الزنا بقوله : { إنه كان فاحشة } أي قبيحا متبالغا في القبح مجاوزا للحد { وساء سبيلا } أي بئس طريقا طريقه وذلك لأنه يؤدي إلى النار ولا خلاف في كونه من كبائر الذنوب وقد ورد في تقبيحه والتنفير عنه من الأدلة ما هو معلوم