57 - { ويجعلون لله البنات } هذا نوع آخر من فضائحهم وقبائحهم وقد كانت خزاعة وكنانة تقول الملائكة بنات الله { سبحانه } نزه سبحانه نفسه عما نسبه إليه هؤلاء الجفاة الذين لا عقول لهم صحيحة ولا أفهام مستقيمة { إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل } وفي هذا التنزيه تعجيب من حالهم { ولهم ما يشتهون } أي ويجعلون لأنفسهم ما يشتهونه من البنين على أن { ما } في محل نصب بالفعل المقدر ويجوز أن تكون في محل رفع على الابتداء وأنكر النصب الزجاج قال : لأن العرب لا يقولون جعل له كذا وهو يعني نفسه وإنما يقولون جعل لنفسه كذا فلو كان منصوبا لقال ولأنفسهمما يشتهون وقد أجاز النصب الفراء