7 - { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة } السيئة العقوبة المهلكة والحسنة : العافية والسلامة قالوا هذه المقالة لفرط إنكارهم وشدة تصميمهم وتهالكهم على الكفر وقيل معنى الآية : أنهم طلبوا العقوبة قبل الحسنة وهي الإيمان { وقد خلت من قبلهم المثلات } قرأ الجمهور مثلات بفتح الميم وضم المثلثة جمع مثلة كسمرة وهي العقوبة قال ابن الأنباري المثلة العقوبة التي تبقى في المعاقب شيئا بتغيير بعض خلقه من قولهم : مثل فلان بفلان إذا شان خلقه بقطع أنفه وسمل عينيه وبقر بطنه وقرأ الأعمش بفتح الميم وإسكان المثلثة تخفيفاص لثقل الضمة وفي لغة تميم بضم الميم والمثلثة جميعا واحدتها على لغتهم : مثلة بضم الميم وسكون المثلثة مثل غرفة وغرفات وحكي عن الأعمش في رواية أخرى أنه قرأ هذا الحرف بضمها على لغة تميم والمعنى : أن هؤلاء يستعجلونك بإنزال العقوبة بهم وقد مضت من قبلهم عقوبات أمثالهم من المكذبين فما لم لا يعتبرون بهم ويحذرون من حلول ما حل بهم والجملة في محل نصب على الحال وهذا الاستعجال من هؤلاء هو على طريقة الاستهزاء كقولهم : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } الآية { وإن ربك لذو مغفرة } أي لذو تجاوز عظيم { للناس على ظلمهم } أنفسهم باقترافهم الذنوب ووقوعهم في المعاصي إن تابوا عن ذلك ورجعوا إلى الله سبحانه الجار والمجرور : أي على ظلمهم في محل نصب على الحال أي حال كونهم ظالمين وعلى بمعنى مع أي مع ظلمهم وفي الآية بشارة عظيمة ورجاء كبير لأن من المعلوم أن الإنسان حال اشتغاله بالظلم لا يكون نائبا ولهذا قيل إنها في عصاة الموحدين خاصة وقيل المراد بالمغفرة هنا تأخير العقاب إلى الآخرة ليطابق ما حكاه الله من استعجال الكفار للعقوبة وكما تفيده الجملة المذكورة بعد هذه الآية وهي { وإن ربك لشديد العقاب } يعاقب العصاة المكذبين من الكافرون عقابا شديدا على ما تقتضيه مشيئته في الدار الآخرة