قوله : 39 - { يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار } جعلهما مصاحبين للسجن لطول مقامهما فيه وقيل المراد : يا صاحبي في السجن لأن السجن ليس بمصحوب بل مصحوب فيه وأن ذلك من باب يا سارق الليلة وعلى الأول يكون من باب قوله : { أصحاب الجنة أصحاب النار } والاستفهام للإنكار مع التقريع والتوبيخ ومعنى التفرق هنا هو التفرق في الذوات والصفات والعدد : أي هل الأرباب المتفرقون في ذواتهم المختلفون في صفاتهم المتنافون في عددهم خير لكما يا صاحبي السجن أم الله المعبود بحق المتفرد في ذاته وصفاته الذي لا ضد له ولا ند ولا شريك القهار الذي لا يغالبه مغالب ولا يعانده معاند ؟ أورد يوسف عليه السلام على صاحبي السجن هذه الحجة القاهرة على طريق الاستفهام لأنهما كانا ممن يعبد الأصنام وقد قيل إنه كان بين أيديهما أصنام يعبدونها عند أن خاطبهما بهذا الخطاب