وقوله 34 - { فاستجاب له ربه } لما قال : وإلا تصرف عني كيدهن كان ذلك منه تعرضا للدعاء وكأنه قال : اللهم اصرف عني كيدهن فالاستجابة من الله تعالى له هي بهذا الاعتبار لانه لم يتقدم دعاء صادق منه عليه السلام والمعنى : أنه لطف به وعصمه عن الوقوع في المعصية لأنه إذا صرف عنه كيدهن لم يقع شيء مما رمنه منه ووجه إسناد الكيد قد تقدم وجملة { إنه هو السميع العليم } تعليل لما قبلها من صرف كيد النسوة عنه : أي إنه هو السميع لدعوات الداعين له : العليم بأحوال الملتجئين إليه .
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { قد شغفها } قال : غلبها وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه { قد شغفها } قال : قتلها حب يوسف الشغف : الحب القاتل والشغف : حب دون ذلك والشغاف : حجاب القلب وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا { قد شغفها } قال : قد علقها وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { فلما سمعت بمكرهن } قال : بحديثهن وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان { فلما سمعت بمكرهن } قال : بعلمهن وكل مكر في القرآن فهو عمل وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في قوله : { وأعتدت لهن متكئا } قال : هيأت لهن مجلسا وكان سنتهم إذا وضعوا المائدة أعطوا كل إنسان سكينا يأكل بها { فلما رأينه } قال : فلما خرج عليهن يوسف { أكبرنه } قال : أعظمنه ونظرن إليه وأقبلن يحززن أيديهن بالسكاكين وهن يحسبن أنهن يقطعن الطعام وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس { وأعتدت لهن متكئا } قال : أعطنهن أترنجا وأعطت كل واحدة منهن سكينا فلما رأين يوسف أكبرنه وجعلن يقطعن أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترنج وأخرج مسدد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عنه المتكأ : الأترنج وكان يقرأها خفيفة وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد { متكئا } قال : طعاما وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عنه قال هو الأترنج وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : هو كل شيء يقطع بالسكين وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك مثله وأخرج أبو الشيخ من طريق عبد العزيز بن الوزير بن الكميت بن زيد قال حدثني أبي عن جدي يقول في قوله { فلما رأينه أكبرنه } قال : أمنين وأنشد : .
( ولما رأته الخيل من رأس شاهق ... صهلن وأمنين المني المدفقا ) .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس في قوله { فلما رأينه أكبرنه } قال : لما خرج عليهن يوسف حضن من الفرح وذكر قول الشاعر الذي قدمنا ذكره : .
( نأثي النساء لدى أطهارهن ) .
وأخرج ابن أبي شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله : { أكبرنه } قال : أعظمنه { وقطعن أيديهن } قال : حزا بالسكين حتى ألقينها { وقلن حاش لله } قال : معاذ الله وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله : { إن هذا إلا ملك كريم } قال : قلن ملك من الملائكة من حسنه وأخرج أبو الشيخ عن منبه عن أبيه قال : مات من النسوة التي قطعن أيديهن تسع عشرة امرأة كمدا وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم عن أنس عن النبي A قال : أعطي يوسف وأمه شطر الحسن وقد وردت روايات عن جماعة من السلف في وصف حسن يوسف والمبالغة في ذلك ففي بعضها أنه أعطي نصف الحسن وفي بعضها ثلثه وفي بعضها ثلثيه وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس { فاستعصم } قال : امتنع وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة { فاستعصم } قال : فاستعصى وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله : { وإلا تصرف عني كيدهن } قال : إن لا تكن منك أنت القوى والمنعة لا تكن مني ولا عندي وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ { أصب إليهن } قال : أتبعهن وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : أطاوعهن