لما أجمع رأيهم على أن يلقوه في غيابات الجب جاءوا إلى أبيهم وخاطبوه بلفظ الأبوة استعطافا له وتحريكا للحنو الذي جبلت عليه طبائع الآباء للأبناء وتوسلا بذلك إلى تمام ما يريدونه من الكيد الذي دبروه واستفهموه استفهام المنكر لأمر ينبغي أن يكون الواقع على خلافه فـ 11 - { قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف } أي أي شيء لك لا تجعلنا أمناء عليه وكأنهم قد كانوا سألوه قبل ذلك أن يخرج معهم يوسف فأبى وقرأ يزيد بن القعقاع وعمرو بن عبيد والزهري { لا تأمنا } بالادغام بغير إشمام وقرأ طلحة بن مصرف لا تأمننا بنونين ظاهرتين على الأصل : وقرأ يحيى بن وثاب وأبو رزين والأعمش لا تيمنا وهو لغة تميم كما تقدم وقرأ سائر القراء بالإدغام والإشمام ليدل على حال الحرف قبل إدغامه { وإنا له لناصحون } في حفظه وحيطته حتى نرده إليك