93 - { ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون } لما رأى إصرارهم على الكفر وتصميمهم على دين آبائهم وعدم تأثير الموعظة فيهم توعدهم بأن يعملوا على غاية تمكنهم ونهاية استطاعتهم يقال : مكن مكانة : إذا تمكن أبلغ تمكن وأخبرهم أنه عامل على حسب ما يمكنه ويقدر الله له ثم بالغ في التهديد والوعيد بقوله : { سوف تعلمون } أي عاقبة ما أنتم فيه من عبادة غير الله والإضرار بعباده وقد تقدم مثله في الأنعام { من يأتيه عذاب يخزيه } من في محل نصب بتعلمون : أي سوف تعلمون من هو الذي يأتيه العذاب المخزي الذي يتأثر عنه الذل والفضيحة والعار { ومن هو كاذب } معطوف على من يأتيه والمعنى : ستعلمون من هو المعذب ومن هو الكاذب ؟ وفيه تعريض بكذبهم في قولهم : لولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز وقيل : إن من مبتدأ وما بعدها صلتها والخبر محذوف والتقدير : من هو كاذب فسيعلم كذبه ويذوق وبال أمره قال الفراء : إنما جاء بهو في من هو كاذب لأنهم لا يقولون من قائم : إنما يقولون من قام ومن يقوم ومن القائم فزادوا هو ليكون جملة تقوم مقام فعل ويفعل قال النحاس : ويدل على خلاف هذا القول الشاعر : .
( من رسولي إلى الثريا فإني ... ضقت ذرعا بهجرها والكتاب ) .
{ وارتقبوا إني معكم رقيب } أي انتظروا إني معكم منتظر لما يقضي به الله بيننا