ثم أكد كونه عالما بكل المعلومات بما فيه غاية الامتنان ونهاية الإحسان فقال : 6 - { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } أي الرزق الذي تحتاج إليه من الغذاء اللائق بالحيوان على اختلاف أنواعه تفضلا منه وإحسانا وإنما جيء به على طريق الوجوب كما تشعر به كلمة على اعتبارا بسبق الوعد به منه ومن زائدة للتأكيد ووجه اتصال هذا الكلام بما قبله أن الله سبحانه لما كان لا يغفل عن كل حيوان باعتبار ما قسمه له من الرزق فكيف يغفل عن أحواله وأقواله وأفعاله والدابة كل حيوان يدب { ويعلم مستقرها } أي محل استقرارها في الأرض أو محل قرارها في الأصلاب { ومستودعها } موضعها في الأرحام وما يجري مجراها كالبيضة ونحوها وقال الفراء : مستقرها حيث تأوي إليه ليلا ونهارا ومستودعها موضعها الذي تموت فيه وقد مر تمام الأقوال في سورة الأنعام ووجه تقدم المستقر على المستودع على قول الفراء ظاهر وأما على القول الأول فلعله وجه ذلك أن المستقر أنسب باعتبار ما هي عليه حال كونها دابة والمعنى : وما من دابة في الأرض إلا يرزقها الله حيث كانت من أماكنها بعد كونها دابة وقبل كونها دابة وذلك حيث تكون في الرحم ونحو ثم ختم الآية بقوله : { كل في كتاب مبين } أي كل من ما تقدم ذكره من الدواب ومستقرها ومستودعها ورزقها في كتاب مبين وهو اللوح المحفوظ : أي مثبت فيه