وقوله : 137 - { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به } هذا الخطاب للمسلمين أيضا : أي فإن آمن أهل الكتاب وغيرهم بمثل ما آمنتم به من جميع كتب الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم فقد اهتدوا وعلى هذا فمثل زائدة كقوله : { ليس كمثله شيء } وقول الشاعر : .
( فصيروا مثل كعصف مأكول ) .
وقيل : إن المماثلة وقعت بين الإيمانين : أي فإن آمنوا بمثل إيمانكم وقال في الكشاف : إنه من باب التبكيت لأن دين الحق واحد لا مثل له وهو دين الإسلام قال : أي فإن حصلوا دينا آخر مثل دينكم مساويا له في الصحة والسداد فقد اهتدوا وقيل : إن الباء زائدة مؤكدة وقيل : إنها للاستعانة والشقاق أصله من الشق وهو الجانب كأن كل واحد من الفريقين في جانب غير الجانب الذي فيه الآخر وقيل : إنه مأخوذ من فعل ما يشق ويصعب فكل واحد من الفريقين يحرص على فعل ما يشق على صاحبه ويصح حمل الآية على كل واحد من المعنيين وكذلك قول الشاعر : .
( وإلا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق ) .
وقول الآخر : .
( إلى كم تقبل العلماء قسرا ... وتفخر بالشقاق وبالنفاق ) .
وقوله : { فسيكفيكهم الله } وعد من الله تعالى لنبيه أنه سيكفيه من عانده وخالفه من المتولين وقد أنجز له وعده بما أنزله من بأسه بقريظة والنضير وبني قينقاع