قوله : 35 - { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية } المكاء : الصفير من مكا يمكو مكاء ومنه قول عنترة : .
( وخليل غانية تركت مجندلا ... تمكو فريصته كشدق الأعلم ) .
أي تصوت ومنه مكت است الدابة : إذا نفخت بالريح قيل المكاء : هو الصفير على لحن طائر أبيض بالحجاز يقال له المكاء قال الشاعر : .
( إذا غرد المكاء في غير دوحة ... فويل لأهل الشاء والحمرات ) .
والتصدية : التصفيق يقال : صدى يصدي تصدية : إذا صفق ومنه قول عمر بن الأطنابة : .
( وظلوا جميعا لهم ضجة ... مكاء لدى البيت بالتصدية ) .
أي بالتصفيق وقيل المكاء : الضرب بالأيدي والتصدية : الصياح وقيل المكاء : إدخالهم أصابعهم في أفواههم والتصدية : الصفير وقيل التصدية : صدهم عن البيت قيل : والأصل على هذا تصددة فأبدل من إحدى الدالين ياء ومعنى الآية : أن المشركين كانوا يصفرون ويصفقون عند البيت الذي هو موضع للصلاة والعبادة فوضعوا ذلك موضع الصلاة قاصدين به أن يشغلوا المصلين من المسلمين عن الصلاة وقرئ بنصب صلاتهم على أنها خبر كان وما بعده اسمها قوله : { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } هذا التفات إلى مخاطبة الكفار تهديدا لهم ومبالغة في إدخال الروعة في قلوبهم والمراد به : عذاب الدنيا كيوم بدر وعذاب الآخرة