6 - فصل : لا تأخذك العزة بالاثم .
أعظم المعاقبة ألا يحس المعاقب بالعقوبة و أشد من ذلك نفع السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام و التمكن من الذنوب و من هذه حاله لا يفوز بطاعة و إني تدبرت أحوال أكثر العلماء و المتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها و معظمها من قبل طلبهم للرياسة .
فالعلم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه و الوعظ متصنع بوعظه و المتزهد منافق أو مراء فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق و من خفي عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة و لذة التعبد إلا رجال مؤمنون و نساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل أجلى و سرائرهم كعلانيتهم بل أحلى و هممهم عند الثريا بل أعلى .
إن عرفوا تنكروا و إن رئيت لهم كرامة أنكروا فالناس في غفلاتهم و هم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض و تفرح بهم أملاك السماء نسأل الله عز و جل التوفيق لاتباعهم و أن يجعلنا من أتباعهم