342 - ـ فصل : المغفل يجر على نفسه المحن .
إذا تكامل العقل قي الذكاء و الفطنة .
و الذكي يتخلص إذا وقع في آفة كما قال الحسن : [ إذا كان اللص ظريفا لم يقطع فأما المغفل فيجني على نفسه المحن ] .
هؤلاء أخوة يوسف عليه السلام أبعدوه عن أبيه ليتقدموا عنده و ما علموا أن حزنه عليه يشغله عنهم و تهمته إياهم تبغضهم إليه ثم رموه في الجب فقالوا : { يلتقطه بعض السيارة } و ليس بطفل إنما هو صبي كبير .
و ما علموا أنه إذا التقط يحدث بحاله فيبلغ الخبر إلى أبيه و هذا تغفيل .
ثم إنهم قالوا : أكله الذئب و جاؤوا بقميصه صحيحا و لو خرقوه إحتمل الأمر .
ثم لما مضوا إليه يمتارون قال : { ائتوني بأخ لكم } فلو فطنوا علموا أن ملك مصر لا غرض له في أخيهم .
ثم حبسه بحجة ثم قال : هذا الصواع يخبرني أنه كان كذا و كذا هذا كله و ما يفطنون .
فلما أحس بهذه الأشياء يعقوب عليه السلام قال : { اذهبوا فتحسسوا من يوسف } و كان يوسف عليه السلام قد نهي بالوحي أن يعلم أباه بوجوده .
و لهذا لما إلتقيا قال له : هلا كتبت إلي ؟ فقال : إن جبريل عليه السلام منعني .
فلما نهى أن يعرفه خبره لينفذ البلاء كان ما فعل بأخيه تنبيها فصار كأنه يعرض بخطبة المعتدة .
و على فهم يوسف و الله بكى يعقوب لا على مجرد صورته