321 - ـ فصل : مساعد الظالم ظالم مثله .
رأيت خلقا يفرطون في أديانهم ثم يقولون : إحملونا إذا متنا إلى مقبرة أحمد .
أتراهم ما سمعوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم إمتنع من الصلاة على من عليه دين و على الغال و قال : [ ما ينفعه صلاتي عليه ] .
و لقد رأيت أقواما من العلماء حملهم حب الصيت على أن إستخرجوا إذنا من السلطان فدفنوا في دكة أحمد بن حنبل و هم يعلمون أن هناك خلقا رفات بعضهم على بعض .
و ما فيهم إلا من يعلم أنه ما يستحق القرب من مثل ذلك .
فأين إحتقار النفوس ؟ أما سمعوا أن عمر بن عبد العزيز قيل له : تدفن في الحجرة ؟ فقال : لأن ألقى الله بكل ذنب ما خلا الشرك أحب إلي من أرى نفسي أهلا لذلك .
لكن العادات و حب الرياسة غلبت على هؤلاء فبقي العلم يجري على الألسن عادة لا للعمل به .
ثم آل الأمر إلى جماعة خالطوا السلاطين و باشروا الظلم يزاحمون على الدفن بمقبرة أحمد و يوصون بذلك .
فليتهم أوصوا بالدفن في موضع فارغ إنما يدفنون على موتي .
و يخرج عظام أولئك فيحشون على ما ألقوا من الظلم حتى في موتهم و ينسون أنهم كانوا من أعوان الظلمة .
أترى ما علموا أن مساعد الظالم ظالم و في الحديث : [ كفي بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة ] .
قال السجان لأحمد بن حنبل : هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال : [ لا أنت من الظلمة إنما أعوان الظلمة من أعانك في أمره ]