221 - ـ فصل : أتبع السيئة الحسنة تمحها .
قد تبغت العقوبات و قد يؤخرها الحلم .
و العاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل .
و أسرع المعاصي عقوبة ما خلا عن لذة تنسي النهي فتكون تلك الخطيئة كالمعاندة و المبارزة .
فإن كانت توجب اعتراضا على الخالق أو منازعة له في عظمته فتلك التي لا تتلافى خصوصا إن وقعت من عارف بالله فإنه يندر إهماله .
قال عبد المجيد بن عبد العزيز : كان عندنا بخراسان رجل كتب مصحفا في ثلاثة أيام فلقيه رجل فقال : في كم كتبت هذا ؟ فأومأ بالسبابة و الوسطى و الإبهام و قال : في ثلاث [ و ما مسنا من لغوب ] فجفت أصابعه الثلاث فلم ينتفع بها فيما بعد .
و خطر لبعض الفصحاء أن يقدر أن يقول مثل القرآن فصعد إلى غرفة فانفرد فيها و قال أمهلوني ثلاثا فصعدوا إليه بعد الثلاث و يده قد يبست على القلم و هو ميت .
قال عبد المجيد : و رأيت رجلا كان يأتي امرأته حائضا فحاض فلما كثر الأمر به تاب فانقطع عنه و يلحق هذا أن يعير الإنسان شخصا بفعل و أعظمه أن يعيره بما ليس إليه فيقول يا أعمى و يا قبيح الخلقة .
و قال ابن سيرين : [ عيرت مرجلا بالفقر فحبست على دين ] .
و قد تتأخر العقوبة و تأتي في آخر العمر .
فيا طول التعثير مع كبر السن لذنوب كانت في الشباب .
فالحذر الحذر من عواقب الخطايا و البدار البدار إلى محوها بالإنابة .
فلها تأثيرات قبيحة إن أسرعت و إلا اجتمعت و جاءت