157 - ـ فصل : كم من محتقر احتيج إليه .
مما أفادتني تجارب الزمان أنه لا ينبغي لأحد أن يظاهر بالعداوة أحدا ما إستطاع فإنه ربما يحتاج إليه مهما كانت منزلته .
و إن الإنسان ربما لا يظن الحاجة إلى مثله يوما ما كما يحتاج إلى عويد منبوذ لا يلتفت إليه لكن كم من محتقر احتيج إليه فإذا لم تقع الحاجة إلى ذلك الشخص في جلب نفع وقعت الحاجة في دفع ضر .
و لقد إحتجت في عمري إلى ملاطفة أقوام ما خطر لي لي قط وقوع الحاجة إلى التلطف بهم .
و إعلم أن المظاهرة بالعداوة قد تجلب أذى من حيث لا يعلم لأن المظاهر بالعداوة كشاهر السيف ينتظر مضربا و قد يلوح منه مضرب خفي و إن إجتهد المتدرع في ستر نفسه فيغتنمه ذلك العدو .
فينبغي لمن عاش في الدنيا أن يجتهد في ألا يظاهر بالعداوة أحدا لما بينت من وقوع إحتياج الخلق بعضهم إلى بعض و إقدار بعضهم على ضرر بعض .
و هذا فصل مفيد تبين فائدته للإنسان مع تقلب الزمان