154 - ـ فصل : عاقبة الصبر و نهاية الهوى .
قرأت سورة يوسف عليه السلام فتعجبت من مدحه عليه السلام على صبره و شرح قصته للناس و رفع قدره بترك ما ترك فتأملت خبيثة الأمر فإذا هي مخالفة للهوى المكروه .
فقلت : واعجبا لو وافق هواه من كان يكون ؟ .
و لما خالفه لقد صار أمرا عظيما تضرب الأمثال بصبره و يفتخر على الخلق بإجتهاده .
و كل ذلك قد كان بصبر ساعة فيا له عزا و فخرا أن تملك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب و هو قريب .
و بالعكس منه حالة آدم في موافقته هواه لقد عادت نقيصة في حقه أبدا لولا التدارك فتاب عليه .
فتلمحوا رحمكم الله عاقبة الصبر و نهاية الهوى .
فالعاقل من ميز بين الأمرين : الحلوين و المرين فإن من عدل ميزانه و لم تمل به كفة الهوى رأى كل الأرباح في الصبر و كل الخسران في موافقة النفس و كفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لأهل النهي و الله الموفق