140 - ـ فصل : متى تحقق المراقبة حصل الأنس .
الحق D أقرب إلى عبده من حبل الوريد لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه .
فأمر بقصد نيته و رفع اليدين إليه و السؤال له فقلوب الجهال تستشعر البعد و لذلك تقع منهم المعاصي إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر لكفوا الكف عن الخطايا .
و المتيقظون علموا قربه فحضرهم المراقبة و كفتهم عن الانبساط .
و لولا نوع تغطية على عين المراقبة الحقيقية لما انبسطت كف بأكل و لا قدرت عين على نظر .
و من هذا الجنس إنه ليغان على قلبي و متى تحققت المراقبة حصل الأنس و إنما يقع الأنس بتحقيق الطاعة لأن المخالفة توجب الوحشة و الموافقة مبسطة المستأنسين .
فيا لذة عيش المستأنسين و يا خسار المستوحشين .
و ليست الطاعة كما يظن أكثر الجهال أنها في مجرد الصلاة و الصيام إنما الطاعة الموافقة بامتثال الأمر و اجتناب النهي .
هذا هو الأصل و القاعدة الكلية فكم من متعبد بعيد لأنه مضيع الأصل و هادم للقواعد بمخالفة الأمر و ارتكاب النهي و إنما المحقق من أمسك ذؤابه ميزان المحاسبة للنفس فأدى ما عليه و اجتنب ما نهي عنه فإن رزق زيادة تنقل و إلا لم يضره و السلام