133 - ـ فصل : أصلح ما بينك و بين الله .
الحذر الحذر من المعاصي فإن عواقبها سيئة و كم من معصية لا يزال صاحبها في هبوط أبدا مع تعثير أقدامه و شدة فقره و حسراته على ما تفوته من الدنيا و حسرة لمن نالها .
فلو قارب زمان جزائه على قبيحه الذي ارتكبه كان اعتراضه على القدر في فوات أغراضه يعيد العذاب جديدا فوا أسفا لمعاقب لا يحسن بعقوبته .
و آه من عقاب يتأخر حتى ينسى سببه .
أو ليس ابن سيرين يقول : [ عيرت رجلا بالفقر فافتقرت بعد أربعين سنة ] .
و ابن الخلال يقول : [ نظرت إلى شاب مستحسن فنسيت القرآن بعد أربعين سنة ] .
فوا حسرة لمعاقب لا يدري أن أعظم العقوبة عدم الإحساس بها .
الله الله في تجويد التوبة عساها تكف كف الجزاء و الحذر الحذر من الذنوب خصوصا ذنوب الخلوات فإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من عينه و أصلح ما بينك و بينه في السر و قد أصلح لك أحوال العلانية .
و لا تغتر بستره أيها العاصي فربما يجذب عن عورتك و لا بحلمه فربما بغت العقاب .
و عليك بالقلق و اللجأ إليه و التضرع فإن نفع شيء فذلك و تقوت بالحزن و تمزز كأس الدمع و احفر لمعول الأسى قليب قلب الهوى لعلك تنبط من الماء ما يغسل جرم جرمك