131 - ـ فصل : تدبير الحق خير من تدبيرك .
من العجب إلحالك في طلب أغراضك و كما زاد تعويقها زاد إلحاحك و تنسى أنها قد تمنع لأحد أمرين إما لمصلحتك فربما معجل أذى و أما لذنوبك فإن صاحب الذنوب بعيد من الإجابة فنظف طرق الإجابة من أوساخ المعاصي و انظر فيما تطلبه هل هو لإصلاح دينك أو لمجرد هواك ؟ .
فإن كان للهوى المجرد فاعلم أن من اللطف بك و الرحمة لك تعويقة و أنت في إلحاحك بمثابة الطفل يطلب ما يؤذيه فيمنع رفقا به .
و إن كان لصلاح دينك فربما كانت المصلحة تأخيره أو كان صلاح الدين بعدمه .
و في الجملة تدبير الحق D لك خير من تدبيرك و قد يمنعك ما تهوى إبتلاء ليبلو صبرك فأره الصبر الجميل تر عن قرب ما يسر .
و متى نظفت طرق الإجابة من أدران الذنوب و صبرت على ما يقضيه لك فكل ما يجري أصلح لك عطاء كان أو منعا