115 - ـ فصل : الجزاء على مقادر الاخلاص .
إن للخلوة تأثيرات تبين في الخلوة كم من مؤمن با الله D يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذرا من عقابه أو رجاء لثوابه أو إجلالا له فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عودا هنديا على مجمر فيفوح طيبه فيستشنقه الخلائق و لا يدرون أين هو .
و على قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب و يتفاوت تفاوت العود .
فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص و ألسنتهم تمدحه و لا يعرفون لم ؟ و لا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته .
و قد تمتد هذه الأرابيح بعض الموت على قدرها فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى و منهم من يذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره و قبره و منهم أعلام يبقى ذكرها أبدا .
و على عكس هذا من هاب الخلق و لم يحترم خلوته بالحق فإنه على قدر مبارزته بالذنوب و على مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير و بقي لمجرد تعظيمه و إن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه و لا يذمونه .
و رب خال بذنب كان سبب وقوعه في هوة شقوة في عيش الدنيا و الآخرة و كأنه قيل له : إبق بما آثرت فيبقى أبدا في التخبيط .
فانظروا إخواني إلى المعاصي أثرت و عثرت .
و قال أبو الدرداء Bه : [ إن العبد ليخلوا بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ] .
فتلحموا ما سطرته و اعرفوا ما ذكرته و لا تهملواخلواتكم و لا سرائركم فإن الأعمال بالنية و الجزاء على مقدار الإخلاص