104 - ـ فصل : الصبر مفتاح الفرج .
ليس في الجودة شيء أصعب من الصبر إما عن المحبوب أو على المكروهات .
و خصوصا إذا امتد الزمان أو وقع اليأس من الفرج .
و تلك المدة تحتاج إلى زاد يقطع به سفرها و الزاد يتنوع من أجناس فمنه تلمح مقدار البلاء و قد يمكن أن يكون أكثر و منه أنه في حال فوقها أعظم منها مثل أن يبتلي بفقد ولد عنده أعز منه و من ذلك رجاء العوض في الدنيا و منه تلمح الأجر في الآخرة و منه التلذذ بتصوير المدح و الثناء من الخلق فيما يمدحون عليه و الأجر من الحق D .
و من ذلك أن الجزع لا يفيد بل يفضح صاحبه إلى غير ذلك من الأشياء التي يقدحها العقل و الفكر .
فليس في طريق الصبر نفقة سواها فينبغي للصابر أن يشغل بها نفسه و يقطع بها ساعات ابتلائه و قد صبح المنزل