10 - ـ فصل : من أعمالكم سلط عليكم .
خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالم من المصائب الشديدة و البلايا العظيمة التي تتناهى إلى نهاية الصعوبة فقلت : سبحان الله ! إن الله أكرم الأكرمين و الكرم يوجب المسامحة .
فما وجه هذه المعاقبة ؟ .
فتكفرت فرأيت كثيرا من الناس في وجودهم كالعدم لا يتصفحون أدلة الوحدانية و لا ينظرون في أوامر الله تعالى و نواهيه بل يجرون ـ على عاداتهم ـ كالبهائم .
فإن وافق الشرع مرادهم و إلا فمعولهم على أغراضهم و بعد حصول الدينار لا يبالون أمن حلال كان أم من حرام و إن سهلت عليهم الصلاة فعلوها و إن لم تسهل تركوها و فيهم من يبارز بالذنوب العظيمة مع نوع معرفة الناهي و ربما قويت معرفة عالم منهم و تفاقمت ذنوبه فعلمت أن العقوبات و إن عظمت دون إجرامهم فإذا وقعت عقوبة لتمحص ذنبا صاح مستغيثهم : ترى هذا بأي ذنب ؟ و ينسى ما قد كان مما تتزلزل الأرض لبعضه .
و قد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب و لا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه فمتى رأيت معاقبا فاعلم أنه لذنوب