الفصل الثاني والعشرون .
بعض ثمرات الطاعة .
إخواني : من أراد دوام العافية فليتق الله ما أقبل مقبل عليه إلا وجد كل خير لديه ولا أعرض معرض عن طاعته إلا وتعثر في ثوب غفلته : .
( والله ما جئتكم زائرا ... إلا رأيت الأرض تطوى لي ) .
( ولا انثنى عزمي عن بابكم ... إلا تعثرت بأذيالي ) .
روى أبو هريرة عن النبي A أنه قال : [ قال ربكم D : لو أن عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد ] .
قال أبو سليمان الداراني : من صفا صفا له ومن كدر كدر عليه ومن أحسن في ليله كفى في نهاره .
وقال الفضيل بن عياض : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي .
فيامن من يريد دوام العيش على البقاء دم على الإخلاص والنقاء وإياك والمعاصي فالعاصي في شقاء المعاصي والمعاصي تذل الإنسان وتخرس اللسان وتغير الحال المستقيم وتحمل الاعوجاج مكان التقويم .
قال يحيى بن أبي كثير : لما أصاب داود الخطيئة نفرت الوحوش من حوله فنادى : إلهي رد على الوحوش كي أستأنس بها فردها الله عليه فأحطن به واصطففن إليه فرفع صوته بقرآنه الزبور فنادته هيهات هيهات يا داود قد ذهبت الخطيئة بحلاوة صوتك فكان يقول : بح صوتي في صفا أصوات الصديقين وأصبحت كالبازي المنتف ريشه يرى حسران كلما طار طائر : .
( يرى طائرات الجو يخفقن في الهوى ... فيذكر ريشا من جناحه وافر ) .
( وقد كان دهرا في الرياض منعما ... على كل من يهوى من الصيد قادر ) .
( إلى أن أصابته من الدهر نكبة ... فأصبح مقصوص الجناحين حاسر ) .
( مضى السابقون الأولون لفورهم ... وقصرت في أمري وإني لخاسر )