الباب الثالث في ذكر المصاب بالمحبوب من الأهل ... المرء يصاب مصائب لا تنقضي ... حتى يواري جسمه في رمسه ... فمؤجل يلقى الردى في غيره ... ومعجل يلقى الردى في نفسه ... .
وعلاج فقد المحبوب بثمانية أشياء .
أحدها أن يعلم أن القدر قد سبق بذلك قال الله D ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ثم قال سبحانه لكيلا تأسوا على ما فاتكم والمعنى أن المصائب مقدرة لا أنها وقعت على وجه الاتفاق كما يقول الطباعيون ولا أنها عبث بل هي صادرة عمن صدرت عنه محكمات الأمور ومتقنات الأعمال وإذا كانت صادرة عن تدبير حكيم لا يعبث إما لزجر عن فساد أو لتحصيل أجر أو لعقوبة على ذنب وقع التسلي بذلك .
الثاني العلم بأن الدنيا دار الابتلاء والكرب لا يرجى منها راحة