رجالا كنا نعدهم من الأشرار أى الأراذل الذين لا خير لهم ولا جدوى اتخذناهم سخريا فى الدنيا فأخطأنا أم زاغت عنهم الأبصار فلم نعلم مكانهم إن ذلك أى ما تقدم من حكاية حالهم لحق واقع ثابت فى الدار الآخرة لا يتخلف البتة تخاصم أهل النار .
وقال تعالى لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل أى أطباق من النار وفراش ومهاد وسرادفات وقطع كبار من النار تتلهب عليهم وإطلاق الظلل عليها تهكم وإلا فهى محرقة والظلة تقى من الحر وقال تعالى ولو أن للذين ظلموا ما فى الأرض جميعا ومثله معه لا فتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون وفى هذا وعيد لهم عظيم وتهديد بالغ غاية لا غاية وراءها قال سفيان الثورى ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آياتهم وقصتهم .
وقال تعالى وترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أى لما أحاط بهم من العذاب ولما شهدوه من غضب الله ونقمته .
وقال تعالى حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها أى أبواب النار ليدخلوها وهى سبعة أبواب وكانت قبل ذلك مغلقة وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل أى لهم ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين جهنم واللام فيه للجنس .
وقال تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا أى صباحا ومساء وعرضهم عليها إحراقهم بها