وعن أبى هريرة قال ترونها حمراء مثل ناركم هذه التى توقدون إنها لأشد سوادا من القار قال الشوكاني في فتح القدير والآية دلت على أنها مخلوقة إذ الأخبار عن إعدادها بلفظ الماضى دليل على وجودها وإلا لزم الكذب فى خبر الله تعالى فما زعمت المعتزلة من أنها تخلق يوم الجزاء مردود وتأويلهم بأنه يعبر عن المستقبل بالماضى لتحقيق الوقوع ومثله كثير فى القرآن مدفوع بأنه خلاف الظاهر ولا يصار إليه إلا بقرينة والأحاديث الصحيحة المتقدمة تدفعه انتهى .
وقال تعالى والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون أى لا يخرجون منها ولا يموتون فيها والخلد والخلود البقاء الدائم الذى لا ينقطع وقد يستعمل مجازا فيما يطول دام أو لم يدم والمراد هنا الأول لما تشهد له الآيات والأحاديث .
وعن ابن مسعود قال قال رسول الله لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون فى النار عدد كل حصاة فى الدنيا لفرحوا ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون عدد كل حصاة لحزنوا ولكن جعل لهم الأبد أخرجه الطبرانى وابن مردويه وأبو نعيم وقال ابن عباس يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا لانقطاع له .
وقال تعالى وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة أى قدرا مقدرا يحصرها العدد ويلزمها فى العادة القلة ثم يرفع عنا العذاب قاله اليهود وفى سبب نزولها فى الحديث قال رسول الله كذبتم بل أنتم خالدون مخلدون فيها قال عكرمة وهذه الآية فى مواضع من القرآن .
وقال تعالى ولا تسئل عن أصحاب الجحيم وهى النار الشديدة التأجج وكل نار بعضها فوق نار وقال أبو مالك الجحيم ما عظم من النار وقال تعالى ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير أى سأرزقه فى الدنيا مدة حياته ثم ألزه لز المضطر إلى عذابها