الصريحة والأخبارالصحيحة خلود أهل الدارين خلودا مؤبدا كل بما هو فيه من نعيم وعذاب أليم .
وعلى هذا اجماع أهل السنة والجماعة فأجمعوا على أن عذاب الكفار لا ينقطع كما أن نعيم أهل الجنة لاينقطع ودليل ذلك الكتاب والسنة وزعمت الجهمية أن الجنة والنار تفنيان قال هذا جهم بن صفوان إمام المعطلة وليس له فى ذلك سلف قط لا من الصحابة ولا من التابعين ولا أحد من أئمة الدين ولا قال به أحد من أهل السنة .
نعم حكى بعض العلماء فى أبدية النار قولين وحاصل ذلك كله سبعة أقوال .
أحدها قول الخوارج والمعتزلة أن من دخل النار لايخرج منها أبدا بل كل من دخلها يخلد فيها أبد الآباد .
الثاني قول من يقول أن أهلها يعذبون فيها مدة ثم تنقلب عليهم وتبقى طبائعهم نارية يتلذذون بالنار لموافقتها لطبائعهم وهذا قول محي الدين بن عربى الطائى فى كتابه فصوص الحكم وغيره من كتبه .
الثالث قول من يقول إن أهل النار يعذبون فيها إلى وقت محدود ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوم آخرون وهذا القول حكاه اليهود للنبي فكذبهم فيه وقد كذبهم الله تعالى أيضا فى قوله وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله مالا تعلمون بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون فهذا القول إنما هو قول أعداء الله اليهود فهم شيوخ أربابه والقائلين به وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين وأئمة الدين على فساده .
الرابع قول من يقول يخرجون منها وتبقى نارا بحالها ليس فيها