@ 2541 @ وضيئة عند رجل يحبها ، ولها ضرائر ، الا اكثرن عليها ، قالت : قلت سبحان الله ، او لقد تحدث الناس بهذا ؟ قالت : فبكيت تلك الليلة حتى اصبحت ، لا يرقا لي دمع ، ولا اكتحل بنوم ، قالت : ثم اصبحت ابكي ، ودعا رسول علي بن ابي طالب ، واسامة بن زيد ، حيث استلبث الوحي يستشيرهما في فراق اهله ، قالت : فاما اسامة فاشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة اهله ، وبالذي يعلم في نفسه من الود لهم ، فقال : يا رسول الله ، اهلك ولا نعلم الا خيراً ، قالت : واما علي بن ابي طالب فقال : لم يضيق الله عليك ، والنساء سواها كثير ، وان تسال الجارية تصدقك ، قالت : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ، فقال لها : اي بريرة هل رايت من شيء يريبك ؟ قالت له بريرة : لا والذي بعثك بالحق ، ان رايت عليها امراً قط اغمضه عليه ، اكثر من انها جارية حديثة السن ، تنام عن عجين اهلها ، فتاتي الداجن فتاكله ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ، فاستعذر من عبد الله بن ابي سلول ، قالت : فقال وهو على المنبر : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ اذاه في اهلي ؟ فوالله ما علمت على اهلي الا خيراً ، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه الا خيراً ، وما كان يدخل على اهلي الا معي ، قالت : فقام سعد بن معاذ الانصاري فقال : يا رسول الله اعذرك منه ان كان من الاوس ضربت عنقه ، وان كان من اخواننا من الخزرج امرتنا ففعلنا امرك ، قالت : فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وقد كان قبل ذلك رجلاً صالحاً . ولكن حمته الحمية ، فقال لسعد بن معاذ : كذبت لعمر الله ، والله لا تقتله ولا تقدر على قتله ، فقام اسيد بن الحضير وهو ابن عم سعد ، فقال لسعد بن عبادة : كذبت لعمري لنقتلنه فانك منافق تجادل عن المنافقين ، قالت : فتنازع الحيان الاوس والخزرج ، حتى هموا ان يقتتلوا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر ، قالت : فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت ، قالت : فبكيت يومي ذلك ، لا يرقا لي دمع ولا اكتحل بنوم ، ثم بكيت ليلتي المقبلة ، حتى اصبحت لا يرقا لي دمع ولا اكتحل بنوم ، قالت : فاصبح ابواي عندي ، وقد بكيت ليلتين ويوماً لا اكتحل بنوم ولا يرقا لي دمع ، ويظنان ان البكاء فالق كبدي ، فبينما هما جالسين عندي ، وانا ابكي ، استاذنت علي امراة من الانصار ، فاذنت لها ، فجلست تبكي معي ، قالت : فبينا نحن