@ 1902 @ بلغني ان صاحبك قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا منقصة الحق بنا نواسيك فقلت حين قراته : وهذا ايضاً من البلاء فتيممت التنور فسجرته بها .
حتى اذا مضت اربعون ليلة من الخمسين اذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ياتيني فقال : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامرك بان تعتزل امراتك قال : فقلت له : اطلقها ، ام ماذا افعل ؟ قال : لا ، اعتزلها ولا تقربها ، وارسل رسولاً الى صاحبي بمثل ذلك فقلت لامراتي : الحقي باهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الامر وجاءت امراة هلال بن امية الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله ان هلال بن امية شيخ كبير ضائع ليس له خادم فهل تكره ان اخدمه ؟ قال : لا ولكن لا يقربك قالت : انه والله ما به حركة الا شئ والله مازال يبكي منذ كان من امره ماكان الى يومه هذا قال كعب : فقال لي بعض اهلي : لو استاذنت رسول الله في امراتك فقد اذن لامراة هلال بن امية قال : فقلت : والله لا استاذن فيها رسول الله وما بدريني مايقول لي : رسول الله اذا استاذنته وانا رجل شاب ؟ .
فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا ثم صليت صلاة صبح خمسين ليلة علي ظهر بيت من بيوتنا فبينا انا جالس علي الحال التي ذكر الله منا قد ضاقت علينا الارض بما رحبت وضاقت على نفسي سمعت صوت صارخ اوفى على جبل باعلى سلع باعلى صوته : ياكعب بن مالك ابشر فخررت ساجداً وعرفت ان قد جاء الفرج واذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل الى فرساً وسعى ساع من اسلم فاوفى على الجبل فكان الصوت اسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوبي فكسوتهما اياه بشارة والله مااملك يومئذ غيرهما واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنوني يقولون : لنهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس فقام الى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهناني والله ماقام اليّ رجل من المهاجرين غيره فكان كعب