@ 1900 @ صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفراً بعيداً واستقبل عدواً كثيراً ومفازاً فجلا للمسلمين امرهم ليتاهبوا اهبة غزوهم فاخبرهم بوجهه والمسلمون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير ، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال ، وطفقت اغدو لكي اتجهز معه فارجع ولم اقض شيئاً فاقول في نفسي : اني قادر علي ذلك اذا اردته فلم يزل ذلك يتمادى بي حتي تشمر بالناس الجد واصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غادياً والمسلمون معه ولم اقض من جهازي شيئاً فقلت : اتجهز بعده يوم او يومين ثم الحقهم ، فرجعت ولم اقض شيئاً ، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى اسرعوا وتفاوت الغزو ، وهممت ان ارتحل فادركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي فطفقت اذا خرجت في الناس احزنني اني لا ارى الا رجلاً مغموصاً عليه النفاق او رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي بتبوك فقال وهو جالس في وسط القوم : مافعل كعب بن مالك ؟ فقال رجل من بني سلمة يارسول الله حبسه براده والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل : بئس ما قلت والله يارسول الله ما علمنا الا خيراً فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغني ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد توجه قافلاً من تبوك حضرني بثي وطفقت اتذكر الكذب واقول : بماذا اخرج من سخطته غداً ؟ واستعين على ذلك بكل ذي لب من اهلي فلما قيل : ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اظل قادماً زاح الباطل عني وعرفت الا انجو منه بشئ فيه كذب فاجمعت صدقه واصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادماً وكان اذا قدم من سفر بدا بالمسجد فركع ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون اليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلاً فقبل علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم الي الله حتى جئت فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال : تعال فجئت امشي حتى جلست بين يديه فقال : ما خلفك ؟ الم تكن قد ابتعت ظهراً ؟ قلت : بلى يارسول الله اني والله لو جلست عند غيرك اليوم من اهل الدنيا لرايت اني ساخرج من سخطه بعذر لقد اعطيت جدلاً ولكن والله لقد علمت لئن حدثتك حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله ان يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد عليّ فيه اني لارجو فيه عقبى الله ، لا