@ 1250 @ لها بصيص ، وعادت عليها بواسيرها . ففزع القوم منها وانحازوا ، فلما راى عيسى ذلك منهم فقال : ما لكم تسالون الاية فاذا اراكموها ربكم كرهتموها ؟ ما اخوفن عليكم ان تعاقبوا بما تصنعون . يا سمكة عودي باذن الله كما كنت . فعادت بان الله مشوية كما كانت في خلقها الاول ، فقالوا لعيسى : كن انت يا روح الله الذي تبدا بالاكل من طلبها ، فلما راى الحواريون واصحابهم امتناع نبيهم منها - خافوا ان يكون في نزولها سخط ، وفي اكلها مثله فتخافوها ، فلما راى ذلك عيسى دعى لها الفقراء والزمنى ، وقال : كلوا من رزق ربكم ودعوة نبيكم ، واحمدوا الله الذي انزلها لكم ، فيكون مهيئوها لكم ، وعقوبتها على غيركم ، وافتتحوا كلكم باسم الله ، واختموه بالحمد لله ، ففعلوا ، فاكل منها الف وثلاثمائة انسان بين رجل وامراة ، ايصدرون عنها كل واحد منهم شبعان يتجشا ، ونظر عيسى والحواريون فاذا ما عليها كهيئة اذ نزلت من السماء ، لمن ينتقص منها شيء ، ثم انها رفعت الى السماء وهم ينظرون ، استغنى كل فقيرا اكل منها ، ويرى كل زمن اكل منها ، فلم يزالوا اغنياء صحاحا حتى خرجوا من الدنيا . .
وندم الحواريون واصحابهم الذين ابوا ان ياكلوا منها ندامة ، سالت منها اشفاءهم ، وبقيت حسرتها في قلوبهم الى الاغنياء والفقراء ، والصغار والكبار والاصحاء والمرضى ، يركب بعضهم بعضا . .
فلما راى ذلك جعلها نوائب ، تنزل يوما ولا تنزل يوما . فلبثوا في ذلك اربعين يوما تنزل عليهم غبا عند ارتفاع الضحى ، فلا تزال موضوعة يؤكل منها ، حتى اذا قاموا ارتفعت عنهم باذن الله الى جو السماء وهم ينظرون الى ظلها في الارض حتى توارى عنهم . .
7041 حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد ، ثنا مهران ، عن سفيان قال : يذكرون انها نزلت المائدة مرتين .