@ 411 @ .
وقوله تعالى ! 2 < وادعوه خوفا وطمعا > 2 ! أمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقب وتحزن وتأميل لله عز وجل حتى يكون الرجاء والخوف كالجناحين للطائر يحملانه في طريق استقامة وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان وقد قال كثير من العلماء ينبغي أن يغلب الخوف الرجاء طول الحياة فإذا جاء الموت غلب الرجاء وقد رأى كثير من العلماء أن يكون الخوف أغلب على المرء بكثير وهذا كله احتياط ومنه تمني الحسن البصري أن يكون الرجل الذي هو آخر من يدخل الجنة وتمنى سالم مولى أبي حذيفة أن يكون من أصحاب الأعراف لأن مذهبه أنهم مذنبون ثم أنس قوله تعالى ^ إن رحمت الله قريب من المحسنين ^ فإنها آية وعد فيها تقييد بقوله ! 2 < من المحسنين > 2 ! .
واختلف الناس في وجه حذف التاء من ! 2 < قريب > 2 ! في صفة الرحمة على أقوال منها أنه على جهة النسب أي ذات قرب ومنها أنه لما كان تأنيثها غير حقيقي جرت مجرى كف خضيب ولحية دهين ومنها أنها بمعنى مذكر فذكر الوصف لذلك .
واختلف أهل هذا القول في تقدير المذكر الذي هي بدل منه فقالت فرقة الغفران والعفو وقالت فرقة المطر وقيل غير ذلك وقال الفراء لفظة القرب إذا استعملت في النسب والقرابة فهي مع المؤنث بتاء ولا بد وإذا استعملت في قرب المسافة .
قال القاضي أبو محمد أو الزمن فقد تجيء مع المؤنث بتاء وقد تجيء بغير تاء وهذا منه ومن هذا قول الشاعر .
( عشية لا عفراء منك قريبة % فتدنو ولا عفراء منك بعيد ) + الطويل + .
فجمع في هذا البيت بين الوجهين .
قال القاضي أبو محمد هذا قول الفراء في كتابه وقد مر في بعض كتب المفسرين مقيدا ورد الزجاج على هذا القول وقال أبو عبيدة ! 2 < قريب > 2 ! في الآية ليس بصفة للرحمة وإنما هو ظرف لها وموضع فيجيء هكذا في المؤنث والاثنين والجميع وكذلك بعيد فإذا جعلوها صفة بمعنى مقربة قالوا قريبة وقريبتان وقريبات .
وذكر الطبري أن قوله ! 2 < قريب > 2 ! إنما يراد به مقاربة الأرواح للأجساد أي عند ذلك تنالهم الرحمة .
قوله عز وجل $ سورة الأعراف 57 58 $ .
هذه آية اعتبار واستدلال وقرأ نافع وأبو عمرو الرياح بالجمع نشرا بضم النون والشين قال أبو